الاثنين، 21 ديسمبر 2015
الاثنين، 30 نوفمبر 2015
دبلوم التأهيل التربوي وأهميته
دبلوم التأهيل التربوي وأهميته في إغناء الجوانب التربوية والمعرفية للمدرسين
تتجه التربية نحو بناء الجيل بمكوناته الفكرية والعلمية والتقنية لاستيعاب معطيات العصر التكنولوجية المتجددة , وتنطلق بخططها وفعالياتها من خلال
الاهتمام بمحتوى التعليم وطرائق إعداد الأطر التدريسية والتدريبية لتكون قادرة على الإسهام في تغطية حاجات التنمية وتلبية متطلباتها وتنسجم مع تطلعاتها المستقبلية , إضافة إلى تعزيز الجانب النوعي ما جعل استمرارية تدريب الأطر حاجة مستمرة متلازمة مع العمليات الأخرى لجوانب تطوير التعليم في مختلف مستوياته . دبلوم التأهيل التربوي ما هو إلا خطوة من الخطوات التي خطتها وزارة التربية في مجال الإعداد والتدريب الهادفة إلى تطوير الوسائل التربوية ورفع الكفاءات التربوية , والذي تكمن أهميته في تمكين المعلم من امتلاك المهارات والخبرات والمعارف العلمية النظرية والعملية التي تؤهله لقيادة العملية التربوية وتوجيه الفاعلية التعليمية والتربوية في المدرسة والبيئة التعليمية المحيطة بها .
نسلط الضوء على أهمية كلية التربية ودبلوم التأهيل التربوي في إغناء الجوانب التربوية والمعرفية للمدرسين من خلال اللقاء التالي مع د. هاني شعبان عميد كلية التربية الذي قال بداية :
تكمن أهمية كلية التربية, في عملها وفق متطلبات المجتمع وحاجاته سعياً للمشاركة في تحقيق التنمية الشاملة والمتكاملة للمجتمع بالشكل الأمثل , ولذلك فهي تعد مختصين ومهنيين في مجالات عدة مثل معلمي مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الأولى و مدرسين اختصاصيين لمرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثانية , وللمرحلة الثانوية من خلال دبلوم التأهيل التربوي الخاص بتأهيل خريجي الكليات غير التربوية وفقاً للنظام التتابعي ومهنيين في الارشاد النفسي والاقتصاد المنزلي واختصاصيين في المناهج وتقنيات التعليم والإدارة والتخطيط التربوي .
وتهدف كلية التربية في جامعة تشرين لتحقيق الأهداف التالية : إعداد المعلمين للمرحلة الأولى من التعليم الأساسي وتأهيل مدرسي المواد الاختصاصية للمرحلتين الإعدادية والثانوية لجميع التخصصات , ورفع المستوى المهني والعلمي للعاملين في ميدان التربية والتعليم , إجراء البحوث والدراسات في مختلف المجالات التربوية النفسية , الإسهام في تطوير الفكر التربوي والنفسي في مجالات التخصص المختلفة في الكلية , تقديم المشورة العلمية في مجالات التخصص المختلفة التي تسهم في تطوير التعليم وتحديثه , المساعدة في حل المشكلات التربوية والتعليمية والنفسية في البيئة المحلية والمجتمع بشكل عام , توثيق العلاقة بين الكلية ومختلف مؤسسات المجتمع وتقديم الاستشارات العلمية والخدمات البحثية لمؤسسات التعليم غير النظامي بما يخدم المدرسة والمجتمع , وتعميق الوعي الاجتماعي والوطني والبيئي وتكوين كوادر قادرة على التأثير في المجتمع , تبني مفهوم الجودة الشاملة وتطبيقه داخل الكلية وعلى مستوى التعليم العالي والتعليم قبل الجامعي والاهتمام بالتقويم الذاتي فكراً وممارسة والاستعداد للتقويم الخارجي , نشر أخلاقيات المهنة بين أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب والعاملين .
الأهمية التربوية والعلمية لدبلوم التأهيل التربوي : في هذا المجال قال د. شعبان : تكمن الأهمية التربوية لدبلوم التأهيل التربوي بصفته المرحلة التي تساهم في التأهيل التربوي لطلاب الكليات غير التربوية ( علوم , آداب ) وإعدادهم لممارسة مهنة التدريس من خلال تزويدهم بالمعارف والثقافة النفسية والتربوية ما يساعدهم على الكشف عن الخصائص الشخصية والنفسية والفكرية للمتعلم ومراحل نموه المختلفة وطبيعة تعلمه والمشكلات التي قد يتعرض لها المعلم لمساعدته عليها والتكيف النفسي السليم من خلال مقرري علم نفس الطفولة والمراهقة والصحة النفسية , كما تعرفه على الأنظمة التربوية المختلفة السائدة في العالم من خلال مقرر التربية العامة والتربية المقارنة وعلى أساليب التقييم الجيد لتدعيم جوانب التحصيل المدرسي المختلفة عند الطالب , وإكسابه المعارف والاتجاهات والسلوكيات اللازمة للتدريس في مرحلة التعليم الثانوي والحلقة الثانية من التعليم الأساسي وإكساب الدارسين مهارات التخطيط وتنفيذ الدروس باستخدام طرائق التدريس الفعالة والتقانات التربوية الحديثة , وممارسة هذه المهارات في الواقع العلمي في المدارس الحكومية وذلك من خلال المقررات التالية ( أصول التدريس وطرائق تدريس مادة الاختصاص , تقنيات التعليم والتربية العلمية ) التي تتيح للطالب فرصة الممارسة الميدانية في المدارس والتفاعل مع الطلبة بشكل مباشر , وخلق بيئة تعليمية فعالة واضعاً معارفه النظرية التي اكتسبها في الكلية موضع التطبيق , كما يتعرف على مفهوم المناهج وعناصره وتخطيطه وتقويمه وتطويره من خلال مقرر المناهج التربوية . وبذلك يساهم دبلوم التأهيل التربوي في إعداد الطلبة من خريجي الكليات غير التربوية الذين أعدوا إعداداً أكاديمياً في كلياتهم من الناحية التربوية وذلك لتهيئتهم لممارسة مهنة التدريس .
مسوغات التأهيل التربوي للقائمين على رأس عملهم : التأهيل التربوي أولته جميع دول العالم في كافة مؤسسات التدريب والتأهيل ـ والكلام للدكتور شعبان ـ أهمية خاصة بسبب التغيرات السريعة التي يشهدها العالم في كل المجالات , وفي سورية أولى السيد الرئيس بشار الأسد مسألة التدريب والتأهيل أيضاً أهمية خاصة في جميع الميادين , وأكد عليها في أكثر من مناسبة ومنطلق ذلك إدراكه الواعي بأن التطوير والتحديث يوازي الإعداد الجيد للكوادر في جميع المجالات المتطورة باستمرار لذلك فهو يربط أبناء المجتمع بعالم العصر والتغيرات الحاصلة فيه , وبذلك يزود المجتمع بعناصر جديدة قادرة على التغيير , إلا أنه لا يمكن تطبيق ذلك إلا من خلال الاهتمام بالركيزة الأساسية في العملية التعليمية وهو المعلم القادر على تنمية التعليم الذاتي وتنمية التفكير وحل مشكلات الطلاب , ما يساعدهم على تنمية حاجاتهم وحاجات المجتمع والمساهمة في حل مشكلاته .
صعوبات : أضاف د. شعبان : رغم الأهمية الواضحة لكلية التربية ولنظام دبلوم التأهيل التربوي , تعاني الكلية من بعض الصعوبات التي تعيق تحقيق أهدافها عامة وأهداف دبلوم التأهيل التربوي خاصة ومنها :
الأعداد الهائلة للطلبة المتقدمين للدبلوم , عدم توفر مبنى خاص بالكلية وقلة عدد القاعات , وعدم توفر مخابر تستوعب العدد الكبير من الطلبة , عدم تنفيذ مقرر التربية العملية بشكل جيد في المدارس بسبب كثرة عدد زمر التربية العملية , عدم القدرة على متابعة دوام الطلاب بسبب العدد الكبير فالدوام إلزامي وعلى الطالب تحقيق نسبة دوام لا تقل عن 90% ليتسنى له التقدم للامتحان , العدد الكبير للطلبة في زمر بعض المقررات التي تحتاج إلى تدريب عملي كمقرر التقويم والقياس وتقنيات التعليم .
دبلوم التأهيل التربوي عبر نظام التعليم المفتوح , ختم د. شعبان قائلاً : بتشجيع واهتمام كبيرين من القيادتين السياسية والإدارية في الجامعة تم اقتراح الموافقة على إحداث وافتتاح دبلوم تأهيل تربوي ضمن نظام التعليم المفتوح بقرارمن مجلس الكلية رقم 138 تاريخ 11/5/2009 , وأجريت الدراسة المطلوبة والمتعلقة بأهداف البرنامج والمقومات البشرية والإمكانيات الإدارية والمادية والمستلزمات والتجهيزات التي يمكن استغلالها في أيام العطل الرسمية لطلاب التعليم النظامي بالإضافة إلى مبررات الافتتاح والتي تتلخص في الاهتمام بمدرس المراحل اللاحقة لمرحلة التعليم الأساسي وإعداده تربوياً ومهنياً ليكون على كفاءة عالية في ممارسته مهنة التدريس وهو ما ينعكس إيجاباً على مستوى التحصيل عند الطلاب , فضلاً عن توضيح أهداف البرنامج المتعلقة بإعداد المعلم والمدرس بشكل جيد ليمارس دوره في سوق العمل وفق الفرص المتاحة له وهو ما ينعكس إيجاباً على التنمية الشاملة , وتم التفكير في إحداث هذا البرنامج وافتتاحه بعد أن تبين وجود عدد كبير من الطلاب لا يتم قبولهم في التعليم النظامي وأن وزارة التربية تلحظ دبلوم التأهيل التربوي في المسابقة التي تُعلن لتعيين مدرسين , وهنا أود التأكيد على أن بعض الطلاب تقدموا أكثر من مرتين إلى دبلوم التأهيل التربوي ولم يتم قبولهم نتيجة ضغط الطاقة الاستيعابية للكلية وعدم توفر القاعات اللازمة أثناء الدوام الرسمي للكلية نتيجة لتعدد الاختصاصات في الكلية وعدم وجود مبنى مستقل لها .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)